يعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، عن بالغ قلقه إزاء ما تشهده محافظة البصرة في جنوب العراق من تدهور أمني متصاعد وتسجيلها معدلات قياسية من حالات العنف والجرائم بما يهددها بحالة انفلات أمني شاملة.

 

   يقدر عدد الميليشيات المسلحة في محافظة البصرة بأكثر من 60 ميليشيا    

 

ويشير المرصد الى تصاعد عمليات السطو السرقة والاعتداء المسلح (ما يزيد عن 320 عملية منذ مطلع الشهر)، إلى جانب عمليات اغتيال مختلفة طالت شخصيات عشائرية وعمليات اتجار واسع بالمخدرات. 

ففي يوم الأربعاء 21 يونيو تعرض قاضي التحقيقات أثناء توجهه إلى مقر عمله في محكمة استئناف البصرة علي الكعبي وثلاثة من أفراد حمايته لمحاولة اغتيال عبر تفجير عبوة محلية الصنع وضعها مجهولون قرب منزله في منطقة حي المهندسين.

وفِي الثامن من فبراير من هذا العام اغتال مجهولون في منطقة الحيانية رئيس لجنة المحافظة الأمنية الأسبق والأمين العام لحزب الله في المحافظة باسم الصافي.

وتسيطر على المحافظة التي يقدر عدد سكانها بنحو 4 مليون نسمة فصائل مسلحة تابعة للأحزاب الحاكمة في بغداد، فيما يقدر عدد الميليشيات المسلحة في المحافظة بأكثر من 60 ميليشيا وفق مصادر الأمن العراقي.

وتعتبر محافظة البصرة شريان العراق الاقتصادي الأول، حيث تقع موانئ تصدير النفط الخام واستيراد المواد الغذائية والإنشائية من العالم.

وتشير التقارير المحلية وتصاريح أعضاء البرلمان إلى أن تواجد المليشيات في المحافظة يعود إلى تصارعها على موارد البصرة ‏وضمان حصصها في الحقول النفطية، والسيطرة على منفذي صفوان والشلامجة مع الكويت وإيران.

ويرى المرصد الأورومتوسطي- مقره جنيف- أن الأوضاع الأمنية المتدهورة في البصرة سببها انتشار السلاح ونفوذ العشائر والأحزاب بما يؤثر سلبا على حياة المدنيين بشكل مباشر ويهدد السلم والأمن المجتمعي في المحافظة.

ويبدي المرصد الحقوقي الدولي تخوفه من تعرض المدنيين في البصرة إلى انتهاكات جسيمة بسبب غياب القانون وسطوة الميليشيات ‏والنفوذ العشائري فيها، مؤكدا أن شيوع القانون ومؤسساته كفيل بأن يحيا الانسان في ظروف آمنة وحياة مستقرة ينعم بها الجميع.

وينبه المرصد كذلك إلى ما يعانيه سكان البصرة من سوء البنى التحتية وعدم توفر الخدمات الأساسية من التيار الكهربائي وشح المياه الصالحة للشرب بما ينذر بكارثة صحية إنسانية في المحافظة.

وعليه يدعو المرصد الأورومتوسطي الحكومة العراقية إلى ضرورة فرض سيطرتها وسيادة القانون في محافظة البصرة وكل محافظات العراق، والحد من سيطرة الميليشيات المسلحة التي تُمارس كل أنواع التجاوزات خارج أي سلطة للحكومة.

ويشدد المرصد الأورومتوسطي على أن الإرهاب بمختلف أشكاله وصوره ومنها ظهور الميليشيات وانتشار السلاح يهدد المجتمعات الإنسانية، مطالبا المجتمع الدولي بأخذ زمام المبادرة في إيجاد آليات وحلول عاجلة له والمباشرة بتوعية المجتمعات حول خطورة هذه الظواهر السلبية.