جنيف- عبر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء تقارير تحدثت عن ضلوع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أزمة حقوق الإنسان في الخليج إثر قرارات قطع العلاقات وعزل دولة قطر من دول خليجية وعربية منذ مطلع يونيو/حزيران الماضي، مطالبا واشنطن بتوضيح موقفها من ذلك.
واستهجن المرصد -الذي يتخذ من جنيف مقراً له- في بيان صحفي اليوم، منح ترامب إبان زيارته إلى المملكة العربية السعودية في نهاية أيار/مايو الماضي "الضوء الأخضر" لفرض العزلة على قطر وشعبها إثر عقد القمة الإسلامية الأمريكية في الرياض لمحاربة الإرهاب، مع علمه بالتبعات الحقوقية التي ستنجم عن هكذا قرار على حقوق آلاف المدنيين.
وأكد المرصد الحقوقي أن التقارير التي تتحدث عن ضلوع إدارة ترامب في قطع العلاقات مع قطر والمساس بالمدنيين "تتعارض كليا مع التزامات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حقوق الإنسان وحماية المدنيين بموجب المواثيق والقوانين الدولية".
وكان كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الأبيض ستيفين بانون قال أمس الاثنين خلال كلمة أمام معهد (هدسون) البحثي ومقره واشنطن، إن قمة ترامب مع قادة دول عربية وإسلامية في الرياض "مهدت الطريق" أمام التصعيد ضد قطر.
وذكر بانون أن خطة قطع العلاقات مع قطر وعزلها تم عرضها أولا على إدارة ترامب، وذلك بخلاف ما أعلنته الإدارة الأمريكية لاحقا بانها لم تبلغ مسبقا بنوايا دول الحصار. لا سيما أن قرار قطع العلاقات اتخذ بعد قمة الرياض بأيام حيث فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين –بدعم من عدة دول إقليمية أخرى كمصر- عزلا بريا وبحريا وجويا ضد قطر وقطعت العلاقات معها بدعوى اتهامها برعاية "أنشطة إرهابية"، وهو القرار الذي أدى إلى تشتت آلاف العائلات والمساس بحقوقها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وبحسب الأورومتوسطي فإن هذه الإجراءات التي دعمتها إدارة ترامب تسببت في الفصل بين عائلات ومنع طلاب من الالتحاق بجامعاتهم وطرد عمال قطريين من دول العزل، ما عرّض حياتهم واستثماراتهم ومصالحهم للخطر، إلى جانب سلسلة انتهاكات أخرى بحق المدنيين سواء من القطريين أو من مواطني الدول التي اتخذت القرار.
وعقبت المتحدثة باسم المرصد ساندر اوين بأنه "من المستهجن أن الولايات المتحدة تشارك في هكذا قرار في الوقت الذي يناقش فيه العالم جدوى قرارات المقاطعة التي تتخذها الأمم المتحدة بحق بعض الدول لمخالفتها للقانون الدولي، حيث يتأثر المدنيون بهذه القرارات أكثر من الحكومات. فكيف حين يكون الحديث عن قرار تأخذه مجموعة دول بشكل فردي وليس عبر الأمم المتحدة وقد ثبت تأثيره المباشر على حياة المدنيين؟". وأضافت أوين: "لا يتعين على واشنطن المشاركة بأي شكل من الأشكال في هذه الأزمة وعليها أخذ دور إيجابي لتعزيز السلم في المنطقة ووقف عزلة قطر لما ترتب عليه من انتهاكات وانتقاص غير مبرر لحقوق المدنيين".
ودعا المرصد الأورومتوسطي كافة الأطراف المتنازعة في الأزمة الخليجية، والولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام التزاماتها الدولية والتصرف بطريقة منطقية وعقلانية لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتبت على الإجراءات المتخذة ضد مواطني قطر والدول المشاركة في المقاطعة وإنهائها.