دفع سكان مخيم اليرموك، والذي يمثل أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ضريبة كبيرة جرّاء الأزمة والمعارك الدائرة في سوريا منذ 7 سنوات، حيث تعرضت مساكن المخيم ومشافيه ومساجده ومدارسه، بما فيها مدارس وكالة "الأونروا" لدمار كبير إثر استهدافها بالقصف الجوي والمدفعي بشكل متكرر ومستمر منذ بدء الأزمة ومن قبل العديد من أطراف الأزمة السورية، إضافة إلى تعرض سكان المخيم لحصار مشدد منذ ديسمبر 2012 من قبل قوات الجيش النظامي مدعومًا ببعض المجموعات الموالية له، وهو الحصار الذي تسبب بوفاة نحو 200 لاجئ بسبب الجوع ونقص الرعاية الطبية في صورة نقلها العالم ويندى لها جبين الإنسان.
وقد بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين من أبناء مخيم اليرموك منذ بداية الأزمة السورية 2011 وحتى يونيو من العام الجاري 2018، 1392 لاجئًا، معظمهم قتلوا جراء القصف والحصار والتعذيب حتى الموت في سجون النظام السوري، فيما قًتل عددٌ آخر على يد عناصر ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسيطر على المخيم خلال الأعوام القليلة الماضية، إلى أن انتهت تلك السيطرة بشن الجيش السوري عملية عسكرية واسعة في 19 أبريل 2018 استهدفت المخيم على مدار 33 يومًا، ولم تتوقف تلك العملية إلا باستعادة النظام السوري سيطرته على المخيم إثر اتفاق جرى بين الحكومة السورية وتنظيم الدولة برعاية روسية، وهو الاتفاق الذي لم تكشف بنوده حتى الآن وتكتمت الحكومة السورية عنه بداية الأمر، ثم تم الإعلان عنه عبر تسريبات نشرتها وسائل إعلام روسية.
بعيد انتهاء العمليات العسكرية وإعلان الجيش السوري فرض سيطرته على مخيم اليرموك في مايو 2018، انكشف الدمار الكبير الذي تسببت به العمليات، حيث تعرضت حوالي 80% من منازل المخيم للدمار شبه الكامل، في حين بدأ عناصر الجيش النظامي والمجموعات الموالية له بعمليات سرقة ونهب منظمة لمنازل المخيم وبناه التحتية، وهو ما دفع المتحدث باسم "الأونروا"، "كريس غانيس"، إلى القول بأن "اليرموك غارق في الدمار، ويكاد لم يسلم أي منزل منه".
وعبر هذا التقرير، يهدف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وعبر شهادات وتوثيقات جمعها من شهود العيان والضحايا المباشرين من داخل المخيم ومحيطه، إلى وضع المؤسسات الحقوقية والدولية والباحثين في صورة ما تعرض له مخيم اليرموك من انتهاكات، وهو إذ يخصص المبحث الأول من تقريره هذا لإعطاء نبذة مختصرة عن ما كان عليه الوضع في المخيم قبل العملية العسكرية الواسعة التي شنها الجيش النظامي في 19 أبريل 2018، وانتهاكات جميع الأطراف المسلحة التي كان لها تواجد في المخيم حتى ذلك الحين، فإنه يخصص المبحث الثاني لتوثيق الانتهاكات التي قام بها النظام السوري في عمليته العسكرية المذكورة، فيما يخصص المبحث الثالث لتناول الانتهاكات التي طالت المخيم بعد سيطرة النظام السوري عليه وانسحاب كافة القوى غير الحكومية منه.
للاطلاع على التقرير الكامل حول "مخيم اليرموك، الألم المسكوت عنه". اضغط هنا