لندن- عقد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مساء أمس الأربعاء ندوة في مجلس العموم البريطاني بعنوان "المرأة والصراع في الشرق الأوسط"، باستضافة من النائب "بريت جيل" من حزب العمال، ومشاركة من عدد من الخبراء والأكاديميين، وحضور عشرات النواب والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والطلاب.
هذه الندوة تمثل واحدة من سلسلة من الأنشطة التي يهدف الأورومتوسطي إلى تنظيمها في المستقبل لتسليط الضوء على حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالفئات المهمشة
وناقشت الندوة أوضاع النساء في دول الشرق الأوسط -لا سيما مناطق النزاع، إذ أشار المتحدثون إلى الأوضاع المأساوية التي تعيشها النساء في ظل النزاعات المستعرة بالأراضي الفلسطينية، وسوريا، واليمن. والانتهاكات التي تمارس ضدهن في دول أخرى كالسعودية والإمارات، حيث تقيّد الأنظمة الحاكمة حريتهن، وتمارس ضدهن تمييزًا واضحًا في مختلف النواحي السياسية والمدنية.
وقالت النائب بريت جيل في كلمتها "إنه يجب علينا أن نفهم الصورة كاملة عن الإذلال والترهيب والعنف الجنسي الذي تتعرض له المرأة في النزاعات في الشرق الأوسط، وينبغي علينا كذلك العمل بشكل حثيث لتغيير واقع المرأة في تلك المناطق.
وعبّرت "جيل" عن تقديرها الكبير لعمل الأورومتوسطي في مناصرة قضايا حقوق الإنسان في مناطق عمله بالشرق الأوسط وأوروبا وشمال أفريقيا.
من جهتها، أشارت المتحدثة باسم الأورومتوسطي سيلين يسار إلى الأهمية التي يوليها الأورومتوسطي لقضايا النساء في الصراع في الشرق الأوسط، مؤكدة أن "النساء هن من بين أكثر الفئات ضعفًا وتأثرًا بالنزاع، كما هو الحال في اليمن وليبيا وسوريا وفلسطين والسودان".
وأضافت يسار أن "العديد من النساء قُتلن، أو فقدن منازلهن أو عائلاتهن، أو يعشن في أوضاع محفوفة بالمخاطر في مخيمات اللاجئين. موضحة أن أولئك اللواتي فقدن أزواجهن يجدن صعوبات بالغة في الحياة في ظل طبيعة وتركيبة المجتمعات في الشرق الأوسط."
وسلطت يسار الضوء على بعض مشاريع الأورومتوسطي المتعلقة بالمرأة، مشيرة إلى أنه "على مدى عامين متتاليين، أحدث مشروع حاضنة المرأة القيادية -ينفّذه الأورومتوسطي- تغييراً ملحوظاً في حياة النساء والفتيات في المناطق المهمشة في قطاع غزة، مما أتاح لهن اكتساب المهارات والحصول على فرص عمل جيدة.
من جانبها، قالت الدكتورة ماريا هولت من جامعة وستمنستر إنه من المهم للغاية أن نتذكر أن العنف المنزلي ضد المرأة يمثل مشكلة صحية عامة عالمية في جميع البلدان والثقافات." وتابعت القول في حديثها عن لبنان: "يتم تنظيم الميراث والزواج والطلاق من قبل الطوائف الدينية المختلفة في البلاد حيث يهيمن الرجال على النساء". كما انتقدت النظام السياسي في لبنان الذي "يمنع معظم النساء من السعي للترشح للمناصب العامة."
بدوره قال الأستاذ في الجامعة الأمريكية في القاهرة، أندرو ديلاتولا، أن "إحدى المشكلات التي يواجهها خطابنا عن النساء سواء في الصراع أو في بناء السلام، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هو أننا نميل إلى الاعتماد على مفاهيم راسخة عن المجتمعات في الشرق الأوسط وافتراضات مبنية على أساس جندري عن المنطقة،" وهو ما يعتقد أنه من الخطأ الوقوع فيه.وأضاف ديلاتولا أن النساء لديهن قوة فاعلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤكداً أنه "يجب علينا أن نعمل مع النساء بدلاً من العمل من أجل النساء". وأكد أن العنف ليس مشكلة ثقافية يعاني منها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فقط، بل مشكلة عالمية.
وأشار ديلاتولا أن الظلم والعنف ضد المرأة، لكنه رأى أنّ المرأة غالبا ما تلعب دورًا في النزاعات، إذ تساهم في خطوط الإمداد، وتنفيذ مهام كالانخراط في الاغتيالات وحرب العصابات، لذا فهن لسن غائبات عن المشهد."
من جهتها، قالت الدكتورة عائشة أحمد من جامعة سانت جورج في لندن "إنه عندما ننظر إلى النساء، يجب أن نرى دورهن في الحرب، لأنه لا يكفي أن يتم النظر إليهن من منظور أكاديمي".
كذلك، دعت الدكتورة صبيحة علوش من مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، في كلمتها في الندوة إلى "وقف التعامل مع الشرق الأوسط كاستثناء. فداعش لم تخرج من فراغ، لأنهم يتصرفون كالقادة السياسيين تماماً. إننا يجب، بالمقابل، أن نركز على العملية الجنسانية ، التي تدفع الرجال والنساء إلى التصرف بالطريقة التي يتصرفون بها." وأضافت: "نتيجة لغزو العراق وما حدث في سوريا، لدينا ذكورية سنية وشيعية، ولدينا خدمة عسكرية، إذ يفترض بالرجال أن يقوموا بحماية النساء."
وانتقدت الأستاذة الأكاديمية -التي تعمل في لندن- المنظمات غير الحكومية مشيرة إلى "النساء المحترفات المرتبطات بالنخبة، والمنظمات غير الحكومية التي "تنقذ" النساء." واختتمت كلامها بالقول: "إنه يجب أن ننتقد المنظمات غير الحكومية لأن المسألة هي معرفة أي الدول هي التي تحتاجهم أكثر من غيرها."
يجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة تمثل واحدة من سلسلة من الأنشطة التي يهدف الأورومتوسطي إلى تنظيمها في المستقبل لتسليط الضوء على حالة حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالفئات المهمشة.