مقدمة
ما زال السودان يعاني من أزماتٍ قاسية تعمقت طيلة العقود السابقة بفعل الصراعات والأوبئة والكوارث الطبيعية والانتهاكات والحرمان من أبسط الحقوق المدنية، فالبلد الواقع شمال شرقي أفريقيا يصنف كواحد من أسوأ الدول على صعيد التغذية والتعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية الأساسية.
وعند النظر إلى معاناة السودانيين، نجد أنها لا تقتصر على الصراعات والحروب فحسب، وإنما تمتد إلى أزماتٍ في شتى مناحي الحياة، خلّفت بدورها الفقر والتهميش والحاجة التي اشتدت منذ بداية العام 2019، وجعلت ملايين السودانيين يعيشون أوضاعاً إنسانية كارثية على جميع الأصعدة.
فالواقع الاقتصادي الصعب والذي يتسم بارتفاع معدلات التضخم أدى إلى تفاقم الفقر وتفشي الأمراض والصدمات المناخية المتكررة والنزاعات بسبب الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. بحسب الجهاز المركزي للإحصاء السوداني فإن معدلات التضخم بلغت 212% في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وارتفع متوسط سعر السلة الغذائية المحلية بنحو 200% مقارنةً بعام 2019، فضلاً عن تدهور قيمة الجنيه السوداني (حوالي 0.018 دولار أمريكي لكل جنيه السوداني) الذي أدى إلى تآكل القوة الشرائية للأسر، التي تنفق حوالي 65% من دخلها على الغذاء، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الجوع وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية الأخرى كالصحة والتعليم وغيرها من الخدمات التي لا غنى عنها لبقاء الأسرة.
التقرير كاملًا، هنــــا