جنيف - حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من التداعيات الإنسانية الخطيرة لاستمرار حصار جماعة الحوثي مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب، في ظل نفاد معظم المواد الأساسية.
وقال المرصد الأورومتوسطي -ومقره جنيف-، في بيان صحفي الأربعاء إنّ قوات كبيرة من جماعة الحوثي تحاصر منذ نحو ثلاثة أسابيع أكثر من 35 ألف مدني في مديرية العبدية جنوبي مأرب، ضمن محاولاتها المتواصلة لانتزاع السيطرة على المديرية من قوات الحكومة اليمنية المدعومة بغطاء جوي من التحالف العربي.
ووثق المرصد الأورومتوسطي انقطاعًا شبه كامل للإمدادات الحيوية في العبدية، حيث تمنع قوات جماعة الحوثي وصول إمدادات الغذاء إلى السكان في ظل نفادٍ شبه تامٍّ للمواد الغذائية من المديرية، ولا تسمح بدخول إمدادات المياه المعدنية، ما اضطر السكان إلى شرب المياه غير المعالجة، فضلًا عن انقطاع كامل للكهرباء بسبب نفاد الوقود، وتعطّل تام للخدمات الصحية باستثناء وحدة طبية تقدم العلاج للجرحى بإمكانيات متواضعة.
دائمًا ما يكون المدنيون أكبر المتضررين من النزاع في اليمن، إذ يدفعون باستمرار ثمنًا باهظًا لعدم التزام الأطراف المتحاربة بتحييدهم عن العمليات العسكرية.
يوسف سالم، باحث قانوني لدى المرصد الأورومتوسطي
وتلقّى المرصد الأورومتوسطي تقارير عن تصاعد حدة القصف المدفعي والصاروخي لجماعة الحوثي على المديرية منذ مطلع الأسبوع الحالي، بالتزامن مع تكثيف التحالف العربي غاراته الجوية على المنطقة لمنع تقدم جماعة الحوثي، وسط غياب ممرات إنسانية آمنة لمغادرة السكان المدنيين أو إدخال الإمدادات الحيوية.
وشكّلت مديرية العبدية خلال الأشهر الماضية ملجأ لمئات الأسر النازحة من العمليات العسكرية في مديرية الرحبة المجاورة، غير أنّ تصاعد القتال واشتداد الحصار على العبدية في الوقت الحالي ينذر بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية خصوصًا لدى الأسر النازحة، في ظل انعدام القدرة لديهم على توفير الاحتياجات الأساسية.
وقال الباحث القانوني في المرصد الأورومتوسطي "يوسف سالم" إنّه "دائمًا ما يكون المدنيون أكبر المتضررين من النزاع في اليمن، إذ يدفعون باستمرار ثمنًا باهظًا لعدم التزام الأطراف المتحاربة بتحييدهم عن العمليات العسكرية."
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ خذلان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المستمر للضحايا في اليمن، والذي تجلت آخر مظاهره في عدم تمديد مجلس حقوق الإنسان ولاية الخبراء الأمميين في اليمن، يشجّع أطراف النزاع على ارتكاب مزيد من الانتهاكات دون الشعور بحتمية المساءلة.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على ضرورة تخلي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عن حالة الجمود السلبية التي ينتهجانها حيال النزاع في اليمن، بما يضمن تحركًا عاجلًا لوقف العمليات العسكرية، وإيصال المساعدات الإنسانية للسكان في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي على ضرورة التزام أطراف النزاع في اليمن بقواعد القانون الإنساني الدولي، واحترام الحماية القانونية المفترضة للمدنيين وللأعيان المدنية، ووقف استهداف المناطق السكنية والأعيان المدنية.
ودعا المرصد الأورومتوسطي جماعة الحوثي إلى تحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية حقيقية لتأمين دخول إمدادات الغذاء والمياه والصحة والوقود إلى السكان في العبدية، والسماح بمغادرة من يرغب من المدنيين، وإنهاء الحصار المفروض على المدنيين دون شروط.
وحث المرصد الأورومتوسطي الدول والأطراف ذات النفوذ في الأزمة اليمنية على إنهاء الدعم السياسي والعسكري لأطراف النزاع، والضغط عليهم من أجل وقف العمليات العسكرية، والانخراط في محادثات تُفضي إلى وضع حد للنزاع المستمر منذ أكثر من 6 سنوات، وإنقاذ ملايين اليمنيين الذي يعيشون أسوء أزمة إنسانية في العالم