خلال عقود طويلة، استمرت الانتهاكات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتزايد والتسارع بشكل كبير، خاصة مع اتساع رقعة النزاعات المسلحة واستمرار قمع الحكومات الأصوات على اختلافها، بمن في ذلك النشطاء والسياسيون والصحافيون وغيرهم. لكن وبرغم الواقع الحقوقي المعتم في المنطقة، إلا أنه من المهم كذلك الوقوف على الخطوات الصغيرة التي تنتج -على المدى الطويل- قفزات كبيرة باتجاه تحسين ذلك الواقع والحد من الانتهاكات وإنصاف الضحايا.
خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2021، بذل فريقنا جهده إلى جانب منظماتنا الشريكة وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى حول العالم لإحداث تغيير حقيقي في هذا الجانب، من خلال لقاء ومخاطبة أصحاب القرار والسلطة حول الممارسات والمنهجيات التي ينبغي معالجتها وإصلاحها أو وقفها بشكل كامل، وتسخير قوة وسائل الإعلام لإشراك الجمهور افتراضيًا في قضايا تمس حقوقه وكرامته الإنسانية.
ومن أهم ما أثمرت به الجهود الحقوقية:
- سوريا
في 8 ديسمبر/كانون أول فرضت واشنطن عقوبات جديدة على خمسة ضباط في قوات النظام السوري، منهم اثنان متهمان بتنفيذ هجمات بالأسلحة الكيماوية التي استهدف مدنيين، فيما يعتبر الثلاثة الآخرون من كبار مسؤولي أجهزة الأمن والاستخبارات، بمن في ذلك توفيق محمد خضور، ومحمد يوسف الحصري، وأديب نمر سلامة، وقحطان خليل، وكمال الحسين.
منذ بداية النزاع في سوريا، كثفت المنظمات الحقوقية حملات الضغط والمناصرة مطالبة بضرورة فرض عقوبات عاجلة على جميع المتورطين في الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان.
- الاتحاد الأوروبي
في 13 ديسمبر/كانون أول أقر الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على مجموعة المرتزقة الروسية شبه العسكرية "فاغنر" وعلى ثمانية أشخاص وثلاث شركات مرتبطة بها بسبب "ممارساتها المزعزعة للاستقرار" وانتهاكاتها الحقوقية.
وكان الأورومتوسطي أصدر العام الماضي تقريرًا يشير فيه إلى دور "فاغنر" في زرع كميات كبيرة من الألغام في مدينة سرت والطرق المؤدية لها من الجنوب والغرب، مطالبًا بمحاسبة الدولي المتورطين، بما في ذلك الجهات والدول الداعمة لهم.
- الدنمارك
في 22 ديسمبر/كانون أول أسقط البرلمان عضوية وزيرة الهجرة السابقة، "إنغر ستويبرغ"، بعد أن كانت أمرت خلال توليها المنصب بفصل الأزواج الشباب من طالبي اللجوء بشكل يتعارض مع القانون. وكان الأورومتوسطي أدان تصريحات النائب حول اللاجئين السوريين في البلاد، ودعا السلطات الدنماركية إلى وضع حد لخطاب الكراهية المتنامي ضد الأجانب.
- مصر
في 23 ديسمبر/كانون الأول، أفرجت السلطات عن "سناء سيف" بعد أن قضت 18 شهرًا في السجن بتهمة إهانة أحد ضباط الشرطة على خلفية الاعتداء الجسدي واللفظي عليها وعلى شقيقتها ووالدتها.
سبق ذلك في 8 ديسمبر/كانون الأول إفراج السلطات المصرية عن الباحث والناشط الحقوقي "باتريك زكي"، الذي ألقي القبض عليه العام الماضي لدى عودته من إيطاليا إلى مصر، بانتظار استئناف محاكمته بتهمة "نشر معلومات كاذبة".
وفي نهاية الشهر نفسه، قررت النيابة العامة إطلاق سراح نجلة "يوسف القرضاوي"، "علا القرضاوي"، بعد أكثر من 4 سنوات في الحبس الاحتياطي، على خلفية الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر منذ العام 2013 والاشتراك في تمويلها.
- ليبيا
في 30 ديسمبر/كانون الأول أطلقت مجموعة مجهولة سراح الصحافي الليبي "سراج المقصبي"، بعد غياب أثره في 22 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من مقر عمله في مدينة بنغازي (شرق) البلاد، ولم تتخذ القوات الأمنية الخاضعة لسلطة خليفة حفتر في شرق البلاد أي إجراءات تجاه الحادثة.
وعمل الأورومتوسطي إلى جانب شركائه على مطالبة السلطات الليبية بالحد من ملاحقة الصحافيين ونشطاء المجتمع المدني في عموم البلاد، والتوقف عن عرقلة أعمالهم ومنعهم من ممارسة حقهم في التعبير عن رأيهم، مطالبين بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحافي.