في السادس عشر من مايو/أيار 2021، في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، قصفت طائرات حربية إسرائيلية مربعًا سكنيًا مأهولًا بالسكان في شارع الوحدة وسط مدينة غزة دون سابق إنذار. نتج عن القصف الذي استمر لدقائق معدودة 43 ضحية (19 منهم أطفال) بمن في ذلك 14 امرأة و9 طفلات.
كان عمر زينب حينها 22 عامًا، وكانت تستعد لخوض الاختبارات النهائية لتتخرج من قسم اللغة الإنجليزية في جامعتها.
فقدت زينب في تلك الليلة 22 فردًا من عائلتها، بمن في ذلك والدتها، وأختها الوحيدة، واثنين من إخوتها الذكور، إلى جانب العديد من الأعمام والعمات وأبناء العمومة والأجداد. بلمح البصر، جزء كبير من عائلة زينب أبيد بالكامل، فيما نجت هي مع والدها شكري وأخيها أسامة، و10 آخرين من أقربائها.
بقيت زينب تحت ركام منزلها لمدة 12 ساعة، حاولت خلالها التقاط أنفاسها، بينما لم تكن تعلم ماذا حل بعائلتها. في الساعات الأولى من تواجدها تحت الركام، تمكنت زينب من التواصل من خلال هاتفها الذي كان ما يزال في يدها مع مسعفٍ لطلب النجدة، قبل أن تنفد بطارية هاتفها وتقضي ساعات أخرى تصرخ طلبًا للنجدة قبل أن تفقد صوتها، إلى حين تمكن الدفاع المدني من انتشالها من تحت ثلاثة طوابق وأسقف.
بعد مرور أشهر، أنهت زينب اختباراتها النهائية في الجامعة، بينما لم تحتفل بتخرجها الذي كانت تنتظر. ارتدت زينب ثوب التخرج في منزلها دون والدتها وأشقائها، ووصفت نفسها بـ "الجثة" التي ترتدي ثوب تخرج.
أُنتج هذا العمل بدعم من المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين
كتيّب: عمري 22 عامًا وفقدت 22 شخصًا - باللغة الإنجليزية