منذ بداية العقد الماضي، تصاعدت حدة انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتزامن مع خروج المواطنين في بعض دول المنطقة إلى الشوارع للاحتجاج على الأوضاع السياسية والاقتصادية، واندلاع نزاعات مسلحة في دول أخرى. انتهجت الحكومات في المنطقة أساليب عنيفة لإخضاع وإسكات الأصوات المعارضة، من خلال استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين السلميين، والاستهداف الممنهج للنشطاء السياسيين والصحافيين.

في شهر يوليو/ تمّوز 2022، استمرت أنظمة الحكم في بعض دول المنطقة بملاحقة النشطاء والمنتقدين السلميين، وتقييد حرية العمل المدني والصحافي، وقمع الاحتجاجات الشعبية، وخنق الحريات العامة. وإلى الشمال الشرقي من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حيث شرقي أوروبا، حصد النزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا في شهر يوليو/ تموز أرواح عشرات المدنيين، وتكشّفت بسبب الحرب مزيد من مظاهر التمييز العنصري وازدواجية المعايير على يد ساسة ومسؤولين وصحافيين ومشاهير أوروبيين، واتخذت بعض الحكومات سياسات تمييزية تفضّل اللاجئين الأوكرانيين على غيرهم في الحماية وأماكن الإقامة وظروف اللجوء الأخرى.

خلال شهر يوليو/ تموز 2022، شهدت المنطقة أحداثًا إيجابية شارك فريق الأورومتوسطي إلى جانب شركائنا وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى في الدعوة لها أو العمل من أجل تحقيقها، من خلال حملات ضغط ومناصرة حثيثة شملت مخاطبة أصحاب القرار حول الممارسات والمنهجيات التي ينبغي معالجتها وإصلاحها أو وقفها بشكل كامل، وتسخير قوة الإعلام الاجتماعي لإشراك الجمهور افتراضيًا في الدفاع عن القضايا التي تمس حقوقه وكرامته الإنسانية.

ومن أهم ما أثمرت به الجهود الحقوقية خلال شهر يوليو/ تمّوز 2022:

  • أوروبا

في مطلع شهر يوليو/ تموز، أكّدت محكمة العدل العليا في الأندلس قرار محكمة سبتة الذي قضى بأنّ إعادة المهاجرين القاصرين الذين دخلوا إسبانيا في مايو/ أيّار 2021 إلى المغرب كان غير قانوني، وشكل انتهاكا لحقوقهم.

على مدار سنوات، خاطب المرصد الأورومتوسطي إلى جانب منظمات حقوق الإنسان دول المقصد لحثها على عدم إعادة المهاجرين وطالبي اللجوء قسرًا إلى المناطق التي قدموا منها، واحترام حقوقهم وكرامتهم الإنسانية.

ندوة سابقة

  • سوريا

في 11 يوليو/ تموز، توافقت الدول الأعضاء في مجلس الأمن على تمديد آلية إدخال المساعدات الأممية عبر الحدود إلى مناطق شمالي سوريا لستة أشهر جديدة. ومع أنّ القرار لا يلبي تطلعات المنظمات الإنسانية كونه يغطي 6 أشهر فقط، إلا أنّه مهم لاستمرار تدفق المساعدات لملايين النازحين السوريين الذين يعيشون بظروف قاسية شمالي البلاد.

بيان سابق

  • السعودية

أطلقت السلطات السعودية خلال شهر يوليو/ تموز سراح الكاتب نذير الماجد بعد اعتقاله لنحو 5 سنوات على خلفية تهم تتعلق بممارسته لحقه في النقد والتعبير عن الرأي. كما أطلقت سراح عائشة البلوشي- شقيقة الناشطة فاطمة البلوشي- بعد اعتقالها تعسفيًا لنحو 6 سنوات، وأطلقت سراح موسى جعفر الشيخ أحمد بعد اعتقاله تعسفيًا مدة 9 سنوات.

على مدار سنوات، خاطب المرصد الأورومتوسطي السلطات السعودية للإفراج عن معتقلي الرأي، وعمل على إطلاق حملات ضغط مستمرة بالتعاون مع شركائه للضغط على السلطات السعودية لوقف سياسة الاعتقالات التعسفية، واحترام حق مواطنيها في التعبير عن آرائهم بحرية.

بيان سابق