جنيف – دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات الليبية إلى فتح تحقيق جدي في تكرار حوادث الوفيات والغرق في قوارب المهاجرين وطالبي اللجوء قبالة السواحل الليبية.
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان له إنه تابع بأسف الأنباء عن انتشال متطوعي الهلال الأحمر 15 جثة على الأقل -معظمها محترقة بالكامل- على متن وبجوار قارب قبالة شاطئ صبراتة الليبية، قبل أن تُنقل إلى مشفى محلي لاستكمال باقي الإجراءات القانونية.
ووفق المعلومات الأولية المتداولة، فإن الجثامين تعود لمهاجرين وطالبي لجوء توفوا حرقًا نتيجة خلاف بين المهربين في المنطقة.
جميع حوادث الغرق هذه وظروف استغلال عصابات الاتجار بالبشر لأزمة مئات الآلاف من البشر لم تكن كافية لجعل دول الاتحاد الأوروبي تتبنى سياسات أقل تشددًا تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء المنحدرين من مناطق النزاع والأزمات الإنسانية
وأشار الأورومتوسطي إلى أن المهاجرين وطالبي اللجوء يقعون ضحايا لاستغلال المهربين وممارساتهم التي ترقى إلى الاتجار بالبشر، وسط غياب للإجراءات الصارمة والعملية من الجهات الأمنية المحلية لملاحقتهم وحماية ضحاياهم، وفي ظل استمرار دول الاتحاد الأوروبي بتعقيد إجراءات طلب الهجرة واللجوء بشكل نظامي وآمن.
وقالت الباحثة في المرصد الأورومتوسطي "فكتوريا سيريتي" إن "جميع حوادث الغرق هذه وظروف استغلال عصابات الاتجار بالبشر لأزمة مئات الآلاف من البشر لم تكن كافية لجعل دول الاتحاد الأوروبي تتبنى سياسات أقل تشددًا تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء المنحدرين من مناطق النزاع والأزمات الإنسانية"
وأضافت "سيريتي" إنه حان الوقت لدول الاتحاد الأوروبي لمراجعة سياساتها وإغلاق ملف الهجرة واللجوء غير النظامي الذي يترتب عليه فقدان حياة الآلاف سنويًا بشكل نهائي، من خلال تسهيل إجراءات طلب الهجرة واللجوء بشكلٍ آمن.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن طالبي اللجوء والمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا من خلال البحر المتوسط يواجهون مخاطر متكررة في ليبيا. ففي شهر أغسطس/آب الماضي، أوقفت السلطات الليبية أكثر من 70 مهاجرًا وطالب لجوء ونقلوا إلى أحد مراكز الإيواء استعدادًا لترحيلهم إلى بلدانهم، رغم المخاطر الأمنية التي قد تواجه الكثير منهم فيها. وأشار الأورومتوسطي إلى انتشال جثث ستة مهاجرين من ضمن 29 آخرين سجلوا في عداد المفقودين بعد غرق قارب خشبي قبالة صبراتة غرب ليبيا، في شهر أبريل/نيسان الماضي.
ونبه إلى أن ليبيا تعد نقطة عبور مهمة لعشرات الآلاف من المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يسعون كل عام للوصول إلى أوروبا عن طريق السواحل الإيطالية الواقعة على بعد حوالي 300 كيلومترًا.
ووفق تقارير ومعطيات سابقة نشرتها منظمة الهجرة الدولية، فإن معظم المهاجرين ينحدرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وغالبا ما يقعون فريسة للمتاجرين بالبشر.
ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات الليبية إلى فتح تحقيق جدي حول ما حدث على قارب المهاجرين، ومحاسبة المتورطين فيه، مؤكدًا الحاجة إلى إجراءات جادة لضمان سلامة طالبي اللجوء والمهاجرين، وتقليل المخاطر التي تواجههم، بما في ذلك ابتزاز تجار البشر والمهربين، لا سيما أن هذه المخاطر تؤدي سنويًا إلى مقتل المئات من المهاجرين وطالبي اللجوء.
ودعا الأورومتوسطي إلى تطوير آليات وظروف الاستقبال، وعدم التعسف في رفض طلبات اللجوء، والعمل على نحو إيجابي لإدماج المهاجرين واللاجئين في مجتمعاتهم الجديدة، فضلاً عن إيجاد برامج تنموية في البلدان الأصلية بما يتيح فرصًا أفضل للشباب.
وجدد المرصد الأورومتوسطي مطالبته دول المقصد الأوروبية بالكف عن تجريم وملاحقة جهود الإنقاذ غير الرسمية، والعمل بدلًا من ذلك على تفعيل مهام الإنقاذ الرسمية باستمرار لضمان الاستجابة السريعة لحوادث الغرق أو الأعطال على القوارب، على النحو الذي قد يساعد في الحد من الأعداد المتصاعدة من الضحايا في مياه المتوسط.