جنيف - قدّم المرصد الأورومتوسطي تدريبًا لعاملين في منظمات المجتمع المدني في مدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا حول استراتيجيات التعاون وتبادل الخبرات بين المنظمات والمدافعين عن حقوق الإنسان في المناطق المضطربة.
وألقى مسؤول البرامج والاتصال في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "محمد شحادة" محاضرتين خلال ندوة إقليمية عقدتها منظمة "جلوبال آكشن" الدنماركية بهدف مناقشة إنشاء تحالفات بين منظمات المجتمع المدني ذات الأهداف المشتركة، والبحث في كيفية بناء حركات اجتماعية قوية ببدائل سياسية حقيقية بعد أزمة جائحة كورونا.
وشمل التدريب منظمات مجتمع مدني تعمل في مناطق مختلفة، من بينها الدنمارك وجنوب أفريقيا وموريشيوس وسوازيلاند وزيمبابوي وموزمبيق، حيث حضر اللقاء أكثر من خمسين ناشطًا من جنسيات مختلفة بهدف تبادل الخبرات ومناقشة سبل تحقيق الأهداف المشتركة للمنظمات.
الانتهاكات المتصاعدة في مناطق عدة حول العالم تحتّم على منظمات وممثلي المجتمع المدني إنشاء تحالفات إقليمية ودولية لرفع مستوى التعاون والتضامن في مواجهة جميع أشكال الاستهداف والاضطهاد
محمد شحادة، مسؤول البرامج والاتصال في الأورومتوسطي
وقال "شحادة" خلال التدريب إنّ الانتهاكات المتصاعدة في مناطق عدة حول العالم تحتّم على منظمات وممثلي المجتمع المدني إنشاء تحالفات إقليمية ودولية لرفع مستوى التعاون والتضامن في مواجهة جميع أشكال الاستهداف والاضطهاد.
وأكّد "شحادة" على الدور الكبير للمجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الضحايا والفئات المهمشة، لافتًا إلى أهمية التعلّم من تجارب السابقة التي أثبتت جدوى النضال المدني في تحقيق الحرية والكرامة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أنّه "تمامًا مثلما تفعل الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم في التعلّم ومشاركة التكتيكات والأدوات، فإنّ المجتمع المدني يحتاج إلى إنشاء تحالفات عبر وطنية وعبر إقليمية".
وناقش "شحادة" خلال المحاضرة الأولى الاستراتيجيات والوسائل الممكنة للتعاون بين المنظمات في مجال التدريب وتبادل الخبرات بين المنظمات والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يعملون في المناطق المضطربة.
وتطرق إلى عدد من الموضوعات المتعلقة بالسلامة والأمن في عمل منظمات المجتمع المدني، مثل تقييم المخاطر واتخاذ القرارات والتخطيط وحسن التصرف، إلى جانب التنبؤ والاستعداد لأي مجهول، وتعزيز الوعي الظرفي.
وتحدّث عن الأدوات اللازمة لبناء منظمات عالية الموثوقية في مواجهة تزايد الشكوك والمخاطر، فضلاً عن الخطوات العملية لحماية النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان من التهديدات الإلكترونية والمراقبة وقمع المعارضين.
وشارك "شحادة" في المحاضرة الثانية تجربة عمل المرصد الأورومتوسطي في الأراضي الفلسطينية في ظل القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل، والتي شملت مراقبة ومحاربة عمل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني.
واستشهد بحظر إسرائيل عمل ست منظمات حقوقية فلسطينية بارزة خلال الآونة الأخيرة، إلى جانب استعراض أمثلة حول تقييد السلطات الإسرائيلية عمل المنظمات الدولية في الأراضي الفلسطينية ووصمها.
تأتي مشاركة الأورومتوسطي في التدريب في إطار تنفيذ خطته الاستراتيجية للأعوام 2020- 2022 للتعاون مع المنظمات الدولية والمجتمعية في دعم منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات القاعدية، وتزويدها بالدعم اللازم لتحقيق أكبر قدر ممكن من التأثير الإيجابي في مناطق عملها.