غزة - احتفل مشروع "لسنا أرقامًا" التابع للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتخريج 35 شابًا وشابة فلسطينيين من قطاع غزة وأماكن أخرى حول العالم.

وقالت مديرة الاستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي "مها الحسيني" في كلمتها خلال الحفل: "مشروع "لسنا أرقامًا" ليس مجرد مشروع أطلقته منظمة حقوقية وحسب، بل هو فكرة وحقيقة يحتاج العالم لفهمها وإدراكها؛ حقيقة أن كل فلسطيني يعيش تحت الاحتلال هو قصة بحد ذاته ولا يمكن أن يروي القصة أحدٌ أفضل من الذي يعيشها".

وأضافت" "في "لسنا أرقامًا"، نحن لا نروي قصص من يعيشون تحت الاحتلال، بل نعطي هؤلاء الأشخاص الفرصة ليخبروا قصصهم بأنفسهم".

وأطلق المرصد الأورومتوسطي مشروع "لسنا أرقامًا" في بداية عام 2015، وتتمثل مهمته في سرد القصص الإنسانية وراء الأرقام الواردة في الأخبار عن ضحايا الانتهاكات.

   أن يكون الشخص جزءًا من "لسنا أرقامًا" هي مرحلة لا تنتهي أبدًا، وهي خطوة للأمام في سبيل أن يصبح سفيرًا للضحايا في (الأراضي الفلسطينية المحتلة)   

إيناس غنام، مديرة مشروع "لسنا أرقامًا" في قطاع غزة

ويفتح المشروع باب الالتحاق بالبرنامج مرتين سنويًا ويوفر للكتّاب الموهوبين المشاركين ستة أشهر من التدريب في مجال حقوق الإنسان ومهارات الكتابة والكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية فضلًا عن مهارات المناظرة ومخاطبة الجمهور الغربي.

من جانبها، قالت مديرة مشروع لسنا أرقامًا "إيناس غنّام": "أن يكون الشخص جزءًا من "لسنا أرقامًا" هي مرحلة لا تنتهي أبدًا، وهي خطوة للأمام في سبيل أن يصبح سفيرًا للضحايا في (الأراضي الفلسطينية المحتلة)"

وأضافت موجهة كلامها للأعضاء خلال الحفل: "بلادكم بحاجةٍ إليكم، والعالم كذلك، والإنسانية جمعاء بحاجةٍ إلى أن تسمع منكم، لذا ارفعوا أصواتكم وتحدّثوا. اجعلونا فخورين بشبابٍ مثلكم يمثلون مجتمعنا".

وتضمّن مراحل إعداد الكُتّاب في المشروع ربطهم بخبراء ومتخصصين متحدثين باللغة الإنجليزية ليعملوا معًا بمجموعات من شخصين (كاتب ومشرف) لإنشاء ونشر مقالة رصينة، إذ يعمل المشرفون كحلقة ربط بين العالم الخارجي والكُتّاب الذين يقيمون في قطاع محاصر ثقافيًا وأدبيًا وسياسيًا أو لديهم صلات قوية به.

ونشر المشروع على مدار عام 2022 أكثر من 100 قصة على شكل قصائد ومقالات إبداعية، وتعاون مع 35 منظمة محلية ودولية، واستضاف 35 متحدثًا محليًا ودوليًا، فضلًا عن المشاركة في تسع مقابلات ونشرات صوتية وفعاليات مباشرة في منصات دولية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومنح المشروع 22 شخصًا من القادة الشباب والشابات الناشئين فرصًا مدفوعة الأجر، وأنتج سبعة أفلام قصيرة.

وتحدّث ثلاثة خريجين عن تجاربهم كأعضاء في "لسنا أرقامًا" خلال حفل التخرج، إذ قالت الطالبة في السنة الثالثة لدراسة اللغة الإنجليزية في إحدى جامعات غزة "سارة حجّي" (20 عامًا): "لم يكن "لسنا أرقامًا" يدور حول الكتابة فحسب، فبالإضافة إلى جميع الموضوعات التي تطرقنا إليها في الجلسات، مثل حقوق الإنسان والصحافة والصحة النفسية، اكتشفت العديد من الحقائق (الإضافية) الجديدة".

وشارك عضو المشروع "عبد الله نصر الله" (19 عامًا) تجربته في المشروع إذ قال: "بدأت فترة التدريب ولم أعلم أنني سأخوض تجربة تحدث مرةً في العمر ومن شأنها أن تغيّر مفهومي حول العالم بالكامل. تعلّمت ما يحتاج كل كاتب إلى معرفته من قبل مدربين مؤهلين ذوي كفاءة عالية (منحوني) كميةً هائلةً من المعلومات".

وأضاف "نصر الله": "غيرت هذه التجربة حياة الطفل بداخلي. كيف ذلك؟ الآن أنا فخور للغاية ... بكوني تعرضت لصدمة (الحرب). عبر كتابة ونشر قصتي الأولى، أُجبِرت على أن أعيش الحروب الخمس الماضية مجددًا مع "لسنا أرقامًا" وتمكنت من نشر قصتي في موقع "موندويس" الإخباري".

واختُتم حفل التخرج بعرض مقطع فيديو لتكريم الكُتّاب الأكثر التزامًا ونشاطًا وإنتاجيةً خلال فترة التدريب التي استمرت ستة أشهر، بالإضافة إلى تكريم كل كاتبٍ على حدة ومنحهم جميعًا شهادات مشاركة وخطابات تزكية.