جنيف-قبل أن تغرب شمس اليوم الثالث والعشرين للهجمة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، كان الجيش الإسرائيلي قد ارتكب بحق المدنيين ست مجازر أفظعها كان المجزرة في مدرسة أبو حسين التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين – الأونروا التي تأوي أكثر من 3300 لاجئ بمنطقة مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث قصف المدفعية الإسرائيلية إحدى الغرف الصفية بخمسة قذائف الساعة 4:40 فجرا أثناء نيام النازحين وقد أدت إلى قتل 15 فلسطينياً، معظمهم من الأطفال، وإصابة 90 آخرين، وهي المدرسة السادسة التي تتعرض لها مدارس الأونروا لاستهداف إسرائيلي مباشر.
وأوضح المرصد أنّ هذه المجزرة سبقها وتلاها مجازر بحق عائلات الخليلي وأبو عامر وظهير والأسطل، فقد قتل سبعة من أفراد عائلة الخليلي من حي التفاح في غزة بينهم 3 أطفال وسيدتان نتيجة قصف استهدف منزلهم بشكل مباشر ودون سابق تحذير، و7  آخرون من عائلة أبو عامر من مدينة خانيونس التي تتلقى الضربات الأشد من الجيش الإسرائيلي، و 10 من عائلة الأسطل بينهم طفل بعد أن قصفتهم طائرة إف 16، دون سابق إنذار وهم نيام في ديوان العائلة شرق خانيونس فجرا ما أدى لإصابة 25 آخرين.
وبيّن المرصد أن آخر المجازر كانت أثناء " هدنة إنسانية" مدتها أربع ساعات أعلن عنها الجيش الإسرائيلي، وفي الساعة الخامس عصراً فوجئ سكان حي الشجاعية المتواجدون في محيط سوق البسط الشعبي بوابل من القذائف المدفعية الإسرائيلية التى تتساقط وسط تجمع للمواطنين المارين بجوار السوق وأدي ذلك إلى قتل  17 فلسطينيا بينهم صحفي ومسعفان تم استهدافهم مباشرة أثناء محاولتهم المساعدة في نقل الجرحى كما أصيب أكثر من 200 آخرين عانى عدد منهم من بتر الأطراف نتيجة إصابتهم، حيث شهد حي الشجاعية شرق غزة في مطلع الأسبوع مجزرة سابقة ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحقه وأدت لمقتل 70 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة العشرات، حتى عاجل الجيش الإسرائيلي الحيّ بمجزرة جديدة مساء اليوم،
وأكد المرصد أن طاقما من الدفاع المدني وآخر صحفي تعرضا لقصف إسرائيلي أثناء محاولتهما الاقتراب من موقع المجزرة.
وأعرب المرصد عن تخوفاته من أن الجيش الإسرائيلي يحاول إيجاد غطاء لمجازره التي يرتكبها من خلال استهداف مرافق الحياة الحيوية والتي تربط غزة بالعالم الخارجي، فقد قصف الجيش العديد من المنشآت الحيوية في القطاع، أبرزها محطة الكهرباء الوحيدة بالإضافة إلى محولات أخرى ومضخات مياه، وقال مسؤولون إن إصلاح المحطة -التي توفر ثلثي حاجات القطاع للكهرباء- قد يتطلب عاما كاملا.
  ونتيجة لما تعرضت له البنية التحتية لشبكة الاتصالات الأرضية والخلوية والانترنت من أضرار فادحة، أعلنت مجموعة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع جزء كبير من شبكة اتصالات الهاتف الثابت، وخدمة الانترنت، وشبكة جوال الخلوية، نتيجة تدمير محطة كهرباء غزة، ونفاد مخزون الوقود الذي يمد شبكاتها بالطاقة اللازمة للعمل.
وتعطلت شبكة الاتصالات الخلوية " جوال" بنسبة 85% في قطاع غزة، ويتهدد الشبكة التوقف التام عن العمل خلال 72 ساعة كأقصى حد.
إحصائية:
هذا و نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إحصائية مبدأية لحصيلة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة
المحاصر حتى منتصف ليل يومه الثالث والعشرين. وبلغ عدد الضحايا  يوم الأربعاء اليوم الثالث والعشرين  للهجوم 143 قتيلاً  بينهم 37 طفلا، وثمانية عشر امرأة، و بهذا يرتفع عدد الضحايا الإجمالي حسب الإحصائية الى 1360 قتيل، بينهم 317 طفلا و 176 امرأة.
وذكر المرصد في هذا السياق أن القوات المسلحة الإسرائيلية صعّدت من استهدافها للمدنيين الفلسطينيين بالجملة في الأيام الأخيرة، ودون اتخاذ الاحتياطات الضرورية بما يجنبهم آثار الهجمات. منوّها إلى أن هناك نحو (56) عائلة فلسطينية استُهدفت وقضى كل أو معظم أفرادها منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، وبلغ عدد الضحايا جراء استهداف هذه العائلات قرابة 250 قتيلاً، وهو الأمر الذي اعتبره الأورومتوسطي "يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان."
ونتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له القطاع، والذي ازدادت حدته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة بلغ عدد الجرحى لليوم الثالث والعشرين من الهجمة 645 جريحا تراوحت إصاباتهم بين متوسطة وطفيفة وخطيرة، بينهم 219 طفلا و 67 امرأةً، ليرتفع عدد الإصابات منذ بداية الهجوم الى 7615 جريحاً، منهم  2429 طفلاً و 1560 امرأة.
وشهد الأربعاء ارتفاعا كبيرا في عدد الهجمات التي نفذتها القوات الإسرائيلية مقارنة بغيره من ايام العدوان، فقد نفذ الجيش الاسرائيلي 10953 هجمة منها 659 هجمة صاروخية و 2329 قذيفة من سلاح البحرية، و 7965 قذيفة بالمدفعية، الأمر الذي يرفع عدد الهجمات التي نفذها الجيش منذ بدء هجومه على غزة إلى 50765 هجمة، منها 6318 هجوم صاروخي، 13866  قذيفة من البحرية، 30581 قذيفة مدفعية.
وتواصل القوات الاسرائيلية المسلحة استهداف المنازل والمنشآت المدنية بوتيرة تزداد ارتفاعا مع تقدم أيام الهجوم، فقد ذكرت الإحصائية أنّه يوم الأربعاء دُمّر 635 منزلا، 86 منزلاً منها دمرت بشكل كامل، و 549 أخرى دمرت بشكل جزئي، وبذلك ترتفع حصيلة البيوت المهدمة منذ بدأ الهجمة الى 8637 ، 1461 منها بشكل كلي و 7176 بشكل جزئي.
ولم تسلم دور العبادة حتى، فمع استمرار الهجمة تتعمد القوات الإسرائيلية تكرار استهدافها للمساجد، فقد تحدث المرصد عن استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم الأربعاء لـ 11 مسجدا، دمر خمسة منها بشكل كامل، و 7 بشكل جزئي، ويرتفع بذلك عدد المساجد المستهدفة منذ بدء الهجوم الى 93 مسجدا، دمرت 26 منها بشكل كلي. بالإضافة الى قصف العيادات الخارجية لمشفى الشفاء ما تسبب بتدميره بشكل جزئي، وهو المشفى الرئيسي في القطاع ويستقبل معظم الضحايا، ليرتفع عدد المشافي المستهدفة منذ بداية العداون الى 16 مشفى.
 ولم تسلم مرافق وكالة الغوث الدولية من الاستهداف الاسرائيلي، فقد قصفت فجر الأربعاء مدرسة تتبع للوكالة في مخيم جباليا، ليرتفع عدد المدارس المستهدفة بشكل مباشر الى 6، والمنشآت التابعة للوكالة والمتضررة الى 100.
كما استهدفت القوات الإسرائيلية منذ بدأ الهجوم على غزة أكثر من 8 محطات مياه وصرف صحي تقدم خدماتها لما يزيد عن 700.000 مواطنا، وتعرضت 147 مدرسة للأضرار نتيجة الهجمة الإسرائيلية.
وتسببت الهجمة بخسائر كبيرة لحقت بمختلف مناحي القطاع الاقتصادي الذي كان  يعاني أساسا نتيجة 8 سنوات من الحصار الخانق، فقد رصد الأورومتوسطي تدمير 243  مصلحة تجارية وصناعية بشكل كامل ما تسبب بخسائر اقتصادية للفلسطينيين تقدر بـ 880 مليون دولار أمريكي، 640 دولار منها خسائر مباشرة والبقية خسائر غير مباشرة.
وأكّد المرصد أنّه مع مواصلة قصف مدفعية الجيش الاسرائيلي للمناطق الحدودية بشكل عشوائي اضطر الآلاف للنزوح، فحتى مساء يوم الأربعاء يوجد في القطاع المحاصر أكثر من 214.500 مشرد، بعضهم شرد نتيجة قصف الطيران لبيوتهم ونسفها، ونزح  نحو نصفهم الى العشرات من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا التي ليست بأكثر أمانا، حيث تعرضت مدرسة منها لاستهداف مباشر ادى لمقتل أكثر من 15 واصابة أكثر من 200  ويتعرض قطاع غزة منذ إعلان الجيش عن عملية برية ضد القطاع الى قصف مكثف بالطيران والبوارج البحرية والمدافع وبشكل عشوائي يستهدف بيوت المدنيين بالدرجة الأولى.