جنيف- نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقرير شامل عكف فريقه على إعداده على مدار 114 يوماً ويتناول جرائم الحرب التي ارتكبت في غزة أثناء الحرب الأخيرة التي استمرت 50 يوماً (8 تموز (يوليو) – 26 آب (أغسطس) 2014).
وبحسب الأورومتوسطي، فإن التقرير، وعنوانه "الهجمات العشوائية والقتل العمد: إسرائيل تنتقم من غزة بقتل مدنييها"، يوثق انتهاك القوات المسلحة الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني من خلال شن الهجمات العشوائية، والقتل المتعمد للمدنيين، واستخدام الأسلحة غير التقليدية، والاستهتار بأرواح الأطفال والمعاقين.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي - وهو منظمة غير حكومية مقرها جنيف - أن فريقه العامل في الأراضي الفلسطينية كان قد بدأ بإجراء بحث ميداني منذ اليوم الثاني للحرب على قطاع غزة، والتي استمرت 50 يوماً، حيث تم إجراء مسح شامل لجميع مناطق قطاع غزة والتقوا 432 فرداً في أكثر من 144 حالة تضمنت كل منها مقتل شخصين على الأقل، وعمل المرصد على إجراء تحليل متأن للمعلومات التي قدمها هؤلاء ليصل إلى نتائجه.
الهجمات العشوائية والقتل العمد
وبحسب ما يوضح التقرير، والذي جاء في أكثر من 70 صفحة، فإن قطاع غزة كان قد شهد انتهاكات كارثية لحقوق الإنسان خلال 50 يوماً من الحرب، شنت خلالها القوات المسلحة الإسرائيلية قرابة 60,664 غارة براً وبحراً وجواً، أسفرت عن مقتل قرابة 2,147 فلسطينياً، العديد منهم ينتمون لنفس العائلة، إضافة إلى تدمير 17,132 منزلاً، منها 2,465 منزلاً دُمِّرت بشكل كلي.
ويُظهر التقرير أن تلك الهجمات نُفّذت في معظم الحالات بطريقة عشوائية، ويتعرض لفشل القوات الإسرائيلية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين بمن فيهم الأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة أثناء تنفيذ الهجمات، ويخلص إلى أنها قامت أيضاً -في عدد من الحالات- باستهداف أماكن يتركز فيها المدنيون وقتلهم بشكل متعمد، وقال التقرير إن الجيش الإسرائيلي قام بقصف مدنيين أثناء محاولتهم الفرار من قصف سابق، بدلاً من أن يعطيهم الفرصة للنجاة بأنفسهم.
ويرجح التقرير من خلال شهادات بعض الضحايا وأهاليهم وتقارير صدرت عن أطباء عايشوا الهجوم الأخير بأن إسرائيل استخدمت أسلحة "غير تقليدية" (قنابل مسمارية وأسلحة الدايم) تسببت في "آلام لا مبرر لها"، كإحداث تهتكات كبيرة في أطراف المصابين والجثث، أو حروق عميقة تصل إلى العظام، أو وجود شظايا تدخل الجسم دون وجود آثار خارجية لها، أو التسمم، وهو ما يجعل من استخدامها في الأماكن المكتظة بالسكان -بحسب التقرير- محظوراً، سواء من الناحية القانونية أو الأخلاقية.
ورأى التقرير أن مقتل 530 طفلاً أثناء الحرب، وإصابة أكثر من 3000 آخرين، منهم 1000 سيعانون من إعاقة دائمة، يدل على استهتار مطلق بأرواح الأطفال. ووثّق التقرير قصف القوات المسلحة الإسرائيلية لجمعيات رعاية المعاقين وبعض البيوت التي يسكنها أشخاص معاقون دون سابق إنذار.
وفي نفس السياق، أشار التقرير إلى أن قيام قوات الجيش الإسرائيلي بتوجيه "إنذارات" عن طريق مكالمات هاتفية أو عن طريق "نقر السطح" لم يكن كافياً لتوفير الحماية للمدنيين، حيث كان يتم تنفيذ الهجمات في معظم الحالات خلال أقل من دقيقتين، وفي بعض الحالات خلال أقل من دقيقة واحدة، بعد توجيه الإنذار.
رابط تقرير "الهجمات العشوائية والقتل العمد": هنــا