شبان فلسطينيون يحكون القصص خلف الأرقام
عندما يتحدث العالم عن ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان من المضطهدين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين، عادة ما يكون ذلك في إطار لغة جامدة من السياسة والأرقام (أعداد القتلى، أعداد الجرحى، أعداد المشردين، أعداد المحتاجين.. إلخ)
لكن الأرقام في الواقع لا تحكي حياة الأشخاص، بل غالبًا ما تجردهم من إنسانيتهم، فلا تنقل ما في حياة الأشخاص من صراعات شخصية يومية، وانتصارات، ودموع، وضحكات، وطموحات تُحاصرها لغة الأرقام.
لهذا السبب، انضم "فنانو كلمات" من جميع أنحاء العالم إلى شبانٍ فلسطينيين في الأراضي الفلسطينية وحول العالم للمساهمة في بناء مشروع "لسنا أرقامًا" الذي يشجع الكتاب اليافعين من ضحايا الاحتلال والنزاع المسلح على الكتابة ويقدم لهم الدعم والتدريب والتوجيه اللازم لذلك.
"لسنا أرقامًا" هو مشروع قصصي أطلقه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في أوائل عام 2015، ويستهدف الكتاب من ضحايا الانتهاكات الذين يكتبون باللغة الإنجليزية، ليوفر لهم تدريبات مكثفة حول كتابة القصص والمقالات، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكيفية التواصل مع الجمهور الغربي.
أهداف المشروع:
- منح ضحايا الاحتلال والنزاع المسلح صوتًا لتوثيق معاناتهم والحديث إلى العالم بحرية ودون قيود.
- توسيع منظور ضحايا الاحتلال عن العالم وتقليل شعورهم بالعزلة من خلال تنمية شبكة علاقاتهم الدولية ودعمهم فرص تدريبهم وحصولهم على منح دراسية.
- تطوير مهارات اللغة والكتابة التي يحتاجها الشباب للحصول على وظائف جيدة أو فرص تدريب أو منح دراسية.
- تنمية ثقة الكتاب بأنفسهم من خلال نشر أعمالهم.
- توفير بيئة إبداعية داعمة يبني فيها المشاركون قدراتهم في القيادة والعمل الجماعي والتفكير النقدي والمناصرة.
- يساعد المشرفون الكُتّاب في العصف الذهني والتحرير، بينما يقدمون منظورًا دوليًا للقضايا.
من هم المشرفون؟
المشرفون هم صحفايون دوليون وكُتاب وخبراء تواصل ومدونون من البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية حول العالم. بعضهم فلسطينيون، مثل سوزان أبو الهوى (مؤلفة كتاب صباحات جنين) وليلى الحداد (مؤلفة كتاب مطبخ غزة)، وبعضهم يهود أمريكيون، مثل ميكو بيليد (مؤلف كتاب ابن الجنرال) وأليس روتشيلد (طبيبة ومؤلفة كتاب وعود مكسورة وأحلام محطمة)، وبعضهم صحافيون مثل بن نورتون (الكاتب في موقع صالون) والبعض الآخر ممثلون كوميديون مثل عامر زهر (مؤلف كتاب كونك فلسطيني يجعلني ابتسم).
تتمثل مهمة المشروع في تغيير مفاهيم الجمهور الغربي الخاطئة عن ضحايا النزاعات المسلحة، فيما يسعى بشكل أساسي إلى إظهار قصص الضحايا الإنسانية ومواهبهم خلف الأرقام التي يتداولها الإعلام عنهم.
يستقبل المشروع مجموعة من الكتاب الناشئين بشكل نصف سنوي ويدمجهم بورش عمل وتدريبات مكثقة تتناول الكتابة الإبداعية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والكتابة الصحافية، ومخاطبة المجتمع والإعلام الغربي، ويقدم تلك الورش كتاب ومختصون محترفون مقيمون في الأراضي الفلسطينية أو خارجها، أو صحافيون ومؤلفون دوليون يزورون الأراضي الفلسطينية بشكل دوري.
يشرف هؤلاء المحتصون على الكُتاب خلال عملية كتابتهم للقصص، قبل أن يقوموا بتحريرها لتُنشر على موقع المشروع الإلكتروني (www.WeAreNotNumbers.org) وتمكن المشروع من بناء شراكات مع عدد من المواقع الإلكترونية الدولية التي تعنى بنشر وترويج قصص الشباب مثل، هف بوست، أمريكا العربية، كودبينك، وموندوايس.
ويقدم لسنا أرقامًا طرقًا عدة للشباب للتعبير عن أفكارهم، سواء من خلال الكتابة أو إنتاج الفيديو أو المسرحيات، ويعمل المشروع أيضًا على نشر كتاب يجمع أفضل القصص التي نشرها كُتاب المشروع.
ملاحظة: المحتوى الذي يُنشر على موقع مشروع "لسنا أرقامًا" يمثل آراء الكُتّاب، ولا يخضع للرقابة من قبل المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ولا يُمثل بأي حال موقف وسياسات المنظمة.
